عزيزي القارئ،
تسر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تعلن عن إطلاق تقريرها السنوي السابع للعمل الخيري الإسلامي، الذي يسلط الضوء على تأثير مساهماتكم السخية من الزكاة والصدقات عبر صندوق الزكاة للاجئين في عام 2024.
لقد أثبت العمل الخيري الإسلامي أنه أداة محورية في الاستجابة للأزمات الإنسانية. نتحدث من منطلق الخبرة والثقة، بعد أن شهدنا على مدى ما يقرب ال10 سنوات النتائج الهائلة التي حققها صندوق الزكاة للاجئين. منذ إطلاقه في عام 2017، دعم الصندوق أكثر من 8.9 مليون مستفيد في 31 دولة.
ونحن ممتنون ونشعر بشرف عظيم بالثقة المتزايدة في الالتزام من صندوق الزكاة للاجئين بأحكام الشريعة. هذا الالتزام ليس مجرد شعار عندنا، إنه جزء محوري من مهمتنا. رحلتنا في العمل الخيري الإسلامي مبنية على سنوات من الخبرة والمعرفة ودعم العلماء والمؤسسات الإسلامية من جميع أنحاء العالم. ونحن نأخذ هذه المسؤولية بجدية كبيرة ونقدر بعمق الثقة التي تضعونها فينا. ضمان توزيع زكاتكم بالطريقة الشرعية هو أولويتنا القصوى. وهذا يتمثل من زيارة كل أسرة مستفيدة لتأكد من الاستحقاق، إلى التخطيط الدقيق للأنشطة المتوافقة مع أحكام الشريعة وإجراء زيارات ما بعد التوزيع. يتحقق هذا الالتزام في الحوكمة القوية والبنية التحتية المتينة لدينا. بالإضافة إلى المراجعات الداخلية التي يقوم بها الفريق الخاص بالعمل الخيري الإسلامي في المفوضية، يقوم الشركاء الخارجيون بإجراء مراجعات سنوية للتحقق من امتثالنا لمعايير الشريعة. كما يشكل مجمع الفقه الإسلامي الدولي لجنة شرعية لمراجعة صندوق الزكاة للاجئين.
في عام 2024، تفاقمت أزمة اللاجئين، حيث ارتفع عدد النازحين إلى 122.6 مليون ومن المتوقع أن يصل إلى 139.3 مليون نازح قسري وعديم الجنسية على مستوى العالم بحلول عام 2025. يستمر العمل الخيري الإسلامي للمفوضية في تقديم المساعدة الحيوية، لكن الحاجة إلى دعم أكبر لا تزال ملحة.
للعمل الخيري الإسلامي إمكانات هائلة. إذا تم استخدامها بكفاءة، بما يشمل بناء شراكات استراتيجية، يمكن أن يكون هذا السخاء محركًا للتغيير لملايين الأشخاص حول العالم، بما في ذلك النازحون قسرًا. هذا ما نحققه من خلال الصندوق الإسلامي العالمي للاجئين، الذي أطلقته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، والذي سيبدأ في تمويل البرامج لدعم اللاجئين والنازحين داخليًا في عام 2025.
مع تفاقم أزمة اللاجئين، لم تكن الحاجة إلى المساعدة المنقذة للحياة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. من خلال الاستفادة الكاملة من إمكانات العطاء الإسلامي، يمكننا ضمان حصول المزيد من الأشخاص على المساعدة التي يحتاجونها بشدة، مما يساعد على تحسين معيشتهم وتوفير الأمل لأولئك الذين فقدوا كل شيء.
معًا، يمكننا تلبية احتياجاتهم العاجلة وتخفيف معاناتهم وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.
وسنعسى إلى أن يجعل سخاؤكم السلام والبركات لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه إن شاء الله.
شكرًا لكم.
الدكتور خالد خليفة
مستشار المفوض السامي
وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي