
قطر الخيرية
قطر الخيرية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: تعزيز العمل الخيري الإسلامي من أجل تأثير إنساني
إرث من الالتزام الإنساني
في عام 1984، اجتمعت مجموعة من رجال الخير في قطر لتشكيل مبادرة مجتمعية تحت اسم “لجنة قطر لمشروع كافل اليتيم” بهدف تقديم المساعدة للأطفال الذين تيتّموا بسبب النزاعات والكوارث عبر العالم. وبعد ثماني سنوات، وسّعت المبادرة المجتمعية نطاق تدخلاتها وانتشارها الجغرافي ورسّخت مكانتها كمنظمة غير حكومية إنسانية وتنموية دولية تحت اسم “قطر الخيرية“.
وعقب مرور أربعة عقود تقريباً على إنشائها؛ نمت قطر الخيرية لتصبح واحدة من أكبر المنظمات الإنسانية والتنموية في العالم، والتي تهدف لتقديم مساعدات إنسانية منقذة لحياة المتضررين من الصراعات، والاضطهاد، والكوارث الطبيعية وتقدم حلول دائمة لمواجهة الفقر عن طريق برامج تنموية مستمرة فيما يخص رفاهية العيش، والمياه والإصحاح، والتعليم، والأمن الغذائي، والتمكين الاقتصادي.
الأهداف الاستراتيجية والتأثير العالمي
تسعى قطر الخيرية إلى حشد الموارد، وتنفيذ برامج مؤثرة، وتعزيز الشراكات لضمان حياة كريمة للجميع، وتركز على:
- ضمان حياة كريمة للأطفال وأسرهم من خلال برامج الرعاية الاجتماعية والحماية.
- التخفيف من معاناة المجتمعات المتضررة من الأزمات عبر توفير الإغاثة الطارئة والحلول طويلة الأمد.
- تشجيع التنمية الشاملة والمستدامة لدعم الاعتماد على الذات على المدى البعيد.
- تعزيز السلام والتماسك الاجتماعي من خلال مبادرات يقودها المجتمع.
تمتلك قطر الخيرية مكاتب ميدانية في 33 دولة وشركاء تنفيذيين في 60 دولة أخرى، وقد استفاد من خدماتها أكثر من 227 مليون شخص، بتمويل تجاوز 2.6 مليار دولار أمريكي عالميًا.
شراكة استراتيجية مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العمل الخيري الإسلامي
منذ عام 2012، تعد قطر الخيرية شريكًا استراتيجيًا رئيسياً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث قدمت أكثر من 60.2 مليون دولار أمريكي لدعم النازحين داخليًا في أفغانستان والصومال وسوريا والعراق وليبيا وميانمار واليمن، بالإضافة إلى اللاجئين في أفغانستان وبنغلاديش وتشاد ومصر وإثيوبيا، والأردن، وكينيا، ولبنان. وقد استفاد من هذه الشراكة أكثر من 2.1 مليون شخص، حيث حصلوا على دعم حيوي في مجالات المأوى والمساعدات النقدية والرعاية الصحية وسبل العيش.
إسهامات رائدة في العمل الخيري الإسلامي
في عام 2018، حققت قطر الخيرية إنجازًا بارزًا من خلال تقديم 10 ملايين دولار أمريكي لبرنامج العمل الخيري الإسلامي التابع للمفوضية، وهي أكبر مساهمة مسجلة من منظمة غير حكومية لهذا البرنامج. وقد ساعد هذا التمويل في تقديم مساعدات نقدية للاجئين السوريين الأشد حاجة في لبنان والأردن، مما مكن آلاف العائلات النازحة من تلبية احتياجاتها الأساسية بكرامة.
توسيع الالتزامات: خارطة طريق 2025-2026
في أبريل 2024، وقّعت قطر الخيرية والمفوضية السامية مذكرة لتجديد نوايا التعاون في العمل الإنساني الإسلامي. بموجب هذه الاتفاقية، تعهدت قطر الخيرية بتقديم 5 ملايين دولار أمريكي خلال 2025-2026 لدعم اللاجئين والنازحين داخليًا في عدة مناطق. وستسهم هذه التمويلات في تعزيز المساعدات الإنسانية في المجالات التالية:
- المساعدات النقدية لتلبية الاحتياجات المعيشية الأساسية.
- المأوى والمواد الإغاثية الأساسية لضمان الحماية والسلامة للأسر النازحة.
تعزيز التأثير: اتفاقيات جديدة في منتدى الدوحة 2024
خلال منتدى الدوحة في ديسمبر 2024، عززت قطر الخيرية والمفوضية السامية شراكتهما من خلال توقيع اتفاقيتين جديدتين بقيمة 1.3 مليون دولار أمريكي. وضمن إطار مذكرة النوايا حول التعاون في العمل الخيري الإسلامي لعام 2023، ستوفر هذه الاتفاقيات دعمًا مباشرًا لأكثر من 18,000 لاجئ كما يلي:
- مساعدات نقدية لـ6,000 لاجئ سوري في الأردن، مما يمكنهم من تغطية نفقات السكن والطعام والرعاية الصحية لمدة ثلاثة أشهر.
- دعم أكثر من 12,000 لاجئ سوداني في إثيوبيا من خلال توفير المساعدات اللازمة للمأوى لضمان حياة كريمة وآمنة للأسر اللاجئة.
أكثر من التمويل: المشاركة الميدانية والدعوة للقضايا الإنسانية
لم تقتصر شراكة قطر الخيرية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على التمويل فقط، بل شملت المشاركة في بعثات ميدانية في مخيمي الزعتري والأزرق في الأردن، ولاية راخين في ميانمار، ماليزيا، لبنان، مخيم داداب في كينيا، ونقطة دخول أدره في تشاد. تعكس هذه الزيارات التزام قطر الخيرية بالشفافية، ومراقبة التأثير، والدعوة إلى حلول أكثر استدامة للاجئين.
باعتبارها رائدة في العمل الخيري الإسلامي، تواصل قطر الخيرية تعزيز دور الزكاة والعمل الخيري الإسلامي كأدوات فاعلة في الاستجابة الإنسانية. إن شراكتها الاستراتيجية مع المفوضية تعد نموذجًا عالميًا لإمكانية توظيف آليات العطاء الإسلامي في تحقيق تأثير واسع النطاق.