التقرير نصف السنوي
للعمل الخيري الإسلامي
2025

عزيزي القارئ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أكتب إليكم في وقت اضطرت فيه منظمتنا- مثل العديد من المنظمات الأخرى-  لاتخاذ قرارات صعبة تتعلق ببرامج المساعدات الأساسية التي نقدمها. لقد كان هذا العام من أكثر الأعوام التي واجه فيها القطاع الإنساني تحديات هائلة خلال السنوات الأخيرة.

بينما تستمر الأزمات الناتجة عن النزاعات وعدم الاستقرار في التفاقم، تتزايد كذلك الاحتياجات الإنسانية للنازحين. إلا أن هذا التصاعد في الاحتياجات يقابله نقص حاد في التمويل،مما يعرض ملايين الأشخاص للخطر، ويجبرنا على تقليص المساعدات المنقذة للحياة.

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 11.6 مليون لاجئ ونازح قد يفقدون إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية في عام 2025. وبسبب النقص الحاد في التمويل، اضطرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تقليص نطاق عملياتها بما يقارب الثلث، مما يؤدي إلى تداعيات تهدد الأرواح -بشكل حرفي. فقد تأثرت جميع المناطق والقطاعات التي تعمل بها المفوضية، من التعليم والصحة إلى الحماية والمأوى. والآن، تضطر الأسر اللاجئة للمفاضلة بين خيارات شديدة الصعوبة كل يوم: هل تطعم أطفالها، أم تدفع الإيجار، أم تشتري الدواء الضروري؟

بالرغم من ذلك، وحتى في هذا الوقت العصيب، لا يزال لدينا التزام ثابت بصفتنا عاملين في المجال الإنساني. ونستمر في البحث عن طرق مبتكرة ومستدامة لسد الفجوة التي تزداد اتساعاً ما بين الاحتياجات المتصاعدة والموارد المالية المتناقصة. وهنا يبرز صندوق الزكاة للاجئين كأحد المصدر القوية لبث الأمل.

في ظل قسوة الواقع، فإن التضامن والكرم الذي يبديه المتبرعون أمثالكم يمكننا من مواصلة هذا العمل الحيوي ومد يد العون إلى الأسر التي تواجه ظروفاً مأساوية وتقديم المساعدة التي هم بأمس الحاجة إليها. فمن خلال الصندوق ومنذ تأسيسه عام 2017، تمكنت المفوضية من دعم أكثر من 9.2 مليون لاجئ ونازح داخلي في 33 بلداً، وهو إنجاز استثنائي. لكن ما يمكن تحقيقه لا يزال أكبر بكثير. فمن خلال تنشيط الموارد غير المستغلة من العمل الخيري الإسلامي وتفعيل أدوات الاستثمار المتوافقة مع الشريعة، يمكننا توفير مصادر التمويل المكملة  والمستدامة للبرامج الإنسانية المنقذة للحياة.

يقدم هذا التقرير دليلاً متجدداً على قدرة العمل الخيري الإسلامي على تحقيق التنمية المستدامة. ولا يستعرض البيانات والأرقام فحسب، بل إنه يروي قصصاً إنسانية حول الأثر الإيجابي لصندوق الزكاة للاجئين والتي تلهمنا وتذكرنا بمدى أهمية عملنا. إنها قصص تجسد قيم الإيمان والصمود والأمل وسط الشدائد.

وبالنيابة عن فريق المفوضية بأكمله، أود أن أعبر لكم عن خالص امتناني لثقتكم ودعمكم. معًا، يمكننا مواصلة تقديم المساعدة المنقذة للحياة للأسر التي تحتاجها بشدة.

وتقبلوا خالص التحية،
الدكتور خالد خليفة