خالد, لاجئ سوري في الأردن

فرّ خالد من مدينة حماة، سوريا، عام 2013 مع زوجته وبناته الست. قبل الحرب، كانت حياتهم مستقرة — لديهم أرض، ومواشي، وأشجار زيتون، ومنزل. لكن عندما اندلع النزاع، تركوا كل شيء خلفهم.

“غادرنا بأرواحنا فقط. انتقلنا من منزل بجدران إسمنتية إلى خيام وحياة برية. إما أن تكره الحياة أو تتأقلم تدريجيًا. شيئًا فشيئًا — الحمد لله — تأقلمنا.”

يعيش خالد الآن في الأردن منذ أكثر من عقد، ويواجه صراعات يومية لتوفير احتياجات أسرته، خاصة خلال أشهر الشتاء القاسية. ثلاث من بناته يعانين من إعاقات ويحتجن إلى رعاية مستمرة، وأدوية، ودفء.

“ليس لديهن مناعة. نسمة هواء خفيفة تجعلهن يمرضن. أحمل اثنتين منهن، وزوجتي تحمل واحدة، ونمشي كيلومترًا للوصول إلى السيارة التي تأخذنا إلى الطبيب. أحيانًا أضطر إلى الاستدانة فقط لعلاجهن.”

تعتمد الأسرة على المدافئ الغازية والحطب للبقاء دافئة، لكن الوقود مكلف وغالبًا ما ينفد. يستخدم خالد أسطوانة غاز كل ثلاثة أيام لتدفئة الأطفال — وتكلفة كل واحدة سبعة دنانير. في الشتاء، يحتاج إلى حوالي عشر أسطوانات شهريًا.

“نحن الكبار نستخدم الحطب، لكن للبنات، أبقي المدفأة الغازية تعمل ليلًا ونهارًا. إذا أصبن بالبرد، نعود إلى الطبيب. أحاول إبقاءهن دافئات حتى لا يمرضن مجددًا.”

تحتاج بنات خالد إلى طعام خاص، وحفاضات، وأدوية يومية. علبة الحليب تكلف حتى عشرة دنانير وتكفي ليوم أو يومين فقط. الحفاضات تكلف خمسة دنانير للعبوة. احتياجاتهن الأساسية وحدها قد تتجاوز عشرة دنانير يوميًا — دون احتساب الطعام أو التدفئة.

“أحيانًا أتوقف عن شراء الطعام فقط لتغطية احتياجاتهن. نعيش بدون زيت أو سكر أو شاي. نحن الكبار نتحمل، لكن البنات لا يستطعن. هذا غير مقبول.”

العمل غير منتظم ونادر، خاصة في الشتاء. يأخذ خالد أي عمل يجده — أحيانًا يكسب فقط من ثلاثة إلى خمسة دنانير في اليوم. وفي الأيام السيئة، لا يكسب شيئًا.

“بعض الأيام أقف لساعات في البرد القارس، آملًا في الحصول على عمل. إذا أمطرت، لا يوجد عمل. وإذا وجد، فقد يكون لساعتين فقط. نعيش شيئًا فشيئًا.”

ورغم المعاناة، يظل خالد ممتنًا للدعم الذي تتلقاه أسرته. تساعد المساعدات النقدية المنتظمة من المفوضية في تغطية تكاليف الطعام والأدوية الأساسية.

“بدون هذا الدعم، لن نتمكن من البقاء. إنه يساعدنا على اجتياز الشهر. نشكر الله ومن يقدمون لنا الدعم. جزاهم الله خيرًا.”

بفضل أموال الزكاة والصدقة، تمكنت المفوضية من دعم 13,772 أسرة لاجئة — أي حوالي 68,760 شخصًا — في الأردن خلال النصف الأول من عام 2025.

قصص أخرى

رقية, عائدة مؤخرًا إلى أفغانستان

“ليس لدينا منزل، ولا عمل – لا شيء. نحن بحاجة إلى السلام، ونحتاج إلى المساعدة.”

جميل وحليمة, أسرة لاجئة من سوريا

“نمنا في الشارع في البرد”: نضال جميل وحليمة لحماية أطفالهما من البرد

إكرِمة, أب سوري لخمسة أولاد

“أمنيتنا الوحيدة هي أن نعيش بكرامة. هذا هو أملنا، ونشكر الله على كل شيء.”