عزيزي القارئ،
يسرني أن أقدم لكم التقرير نصف السنوي لعام 2024 للعمل الخيري الإسلامي التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. يبرز هذا التقرير الدور المحوري للزكاة والصدقات وغيرها من برامج العمل الخيري الإسلامي في تغيير حياة اللاجئين والمجتمعات النازحة حول العالم. إنه يعكس التفاني المستمر للمواطنين من جميع أنحاء العالم في تقديم العون والرحمة للأكثر عوزاً من اللاجئين والنازحين داخلياً.
بالنيابة عن مؤسسة رحمة للعالمين (RLAF)، يشرفنا أن نكون شركاء المفوضية في تسليط الضوء على قوة العمل الخيري الإسلامي في معالجة أزمة اللاجئين العالمية. في ظل تزايد غير مسبوق في مستويات النزوح والحاجة الإنسانية، أصبحت أهمية العمل الجماعي والحلول المبتكرة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يقدم العمل الخيري الإسلامي، بجذوره العميقة في الرحمة والعدل والتضامن، مصدر دعم حيوي للاجئين والمجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم.
لا تزال مؤسسة رحمة للعالمين مناصرة قوية للعمل الخيري، حيث تعمل بشراكة وثيقة مع المفوضية لتقديم المساعدات الإنسانية في أكثر الأماكن حاجة. منذ بدء تعاوننا في عام 2017، التزمنا بالاستجابة السريعة للأزمات، وتقديم الإغاثة والأمل لمن نزح بسبب النزاعات أو الاضطهاد أو الكوارث الطبيعية. مهمتنا هي إعادة الكرامة وإتاحة الفرص لهؤلاء الأفراد، من خلال توفير سبل الوصول إلى خدمات صحية وتعليمية وخدمات أساسية.
يبرز هذا التقرير التأثير الكبير للعطاء الإسلامي، من الإغاثة الطارئة إلى التنمية المستدامة، ويؤكد على الإمكانات الكبيرة للتعاون بين الجهات الإنسانية والمؤسسات الخيرية الإسلامية. نحن نثني على جهود المفوضية المستمرة في حماية وخدمة اللاجئين، وفخورون بالوقوف إلى جانبها في هذا العمل المهم. معًا، يمكننا تعزيز العمل الخيري الإسلامي لإيجاد تغيير إيجابي واستعادة الأمل لأولئك الذين يبحثون عن الأمان والكرامة.
في مؤسسة رحمة للعالمين، نحن ملتزمون بإدارة الصدقات التي نتلقاها من متبرعينا الكرام في سنغافورة بشفافية من خلال حملاتنا. وقد استلمنا تبرعاتنا من نقط متعددة بما في ذلك مساجدنا. وبصفتنا مؤسسة معتمدة من قبل مفوضية الجمعيات الخيرية في سنغافورة، نقوم بجمع التبرعات بأقصى درجات النزاهة وتوجيه هذه الأموال من خلال شركائنا الموثوقين لضمان وصولها إلى من هم في أمس الحاجة إليها. كما نقدم منحًا للمؤسسات التي تقدم مبادرات مجتمعية محلية وإقليمية. يعكس التزامنا بالشفافية مكانتنا كمؤسسة ذات شخصية عامة، مما يضمن أن جميع الأموال تُدار بمسؤولية وفعالية.
مع استمرار تصاعد التحديات التي تواجه اللاجئين، ندعو المؤسسات الإسلامية والمسلمين للانضمام إلينا في هذه المهمة الحاسمة. من خلال العمل الخيري الإسلامي، يمكننا معًا إحداث تأثير كبير في تخفيف معاناة المحتاجين.
نسأل الله أن يكون هذا التقرير سبباً في شراكات جديدة، ومبادرات جديدة، والتزامًا متجددًا بدعم الفئات الأكثر ضعفًا في العالم. نسأل الله أن يجزي خير الجزاء كل من يساهم بسخاء في هذه القضية النبيلة، وأن يوفقنا في مواصلة جهودنا لخدمة الإنسانية.
جزاكم الله خيرًا كثيرًا.
عدنان عبد الحميد
الرئيس التنفيذي
مؤسسة رحمة للعالمين
سنغافورة