شكيبة تتحدّث بسرعة…قد لا تتمكّن من فهم كل ما تقوله على عجل، لذا سنحاول أن نخبرك قصّتها مع الاستعانة ببعضٍ من كلماتها.
لا بد أنك على علمٍ بوجود الآلاف من أسر اللاجئين المحتاجين لا سيما المسنّين منهم مثل شكيبة وزوجها، والذين يعيشون في مناطق شديدة البرودد كسهل البقاع في لبنان.
“وقت اللي صار الضرب والقتل ومات شي 15 واحد من عيلتنا، خفنا… قمنا هربنا وجينا”
لجأت شكيبة وزوجها إلى لبنان في شتاء عام 2014، وهو عام شهد ازدياد حركة اللجوء في العالم، بمعدّل 42,000 شخص يومياً. وقد أخبرتنا: “جينا بالـ2014 لهون، كان تلج وريح… قعدنا عالوحل، قعدنا عالطين، قعدنا بلا بيت. قعدنا بخيمة الله أخبر وأعلم فينا…”
“ظلّيت سنتين (في الشتاء)، وأنا أحطّ أواعي وصبابيط (أحذية) بقلب الصوبيا…عشان نتدفّى، مرّة نسعل، ومرّة نمرض، والله أخبر وأعلم فينا…”
اليوم، تعيش شكيبة وزوجها في أحد المخيمات العشوائية في جرود منطقة عرسال في منطقة البقاع اللبناني. وهي منطقة تتدنى فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر شتاءً، وتشهد تساقطاً كثيفاً للثلوج. وهي تعتني بزوجها المسنّ حيث قالت: “زلمتي عمره 83 سنة، ما بيقدر يطلع ولا يفوت، عملت له حمّام ضمن الخيمة منشان الطلعة والفوتة.”
وقد شهد شتاء العام الماضي عواصف ثلجية قاسية في لبنان، أدّت إلى خراب العديد من الخيام في المخيمات العشوائية، وكما تقول شكيبة حين أجرينا هذه المقابلة معها أن المطر والثلوج استمرّت لـ15-20 يوماً: “وصل التلج للشباك. والله ما نقدر نفتح الباب لحدّ ما أجا صهري فتح لنا الباب وكنّس التلجات عن السطح…ما إلنا غير الله والمفوضية يساعدونا ويديروا بالهم علينا…”
أسرة شكيبة هي واحدة من آلاف الأسر اللاجئة التي تسعى مفوضية اللاجئين لمساعدتهم للاستعداد لفصل الشتاء هذا العام، حيث نسعى للوصول بالمساعدة الشتوية العاجلة إلى أكثر من 3.8 مليون لاجئ ونازح داخلياً في المنطقة (لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر)، وهي كالكثير من الأسر، من مستحقي أموال الزكاة، والتي يمكنك تخصيصها للعائلات اللاجئة والنازحة في لبنان والمنطقة عبر موقع صندوق الزكاة للاجئين أو تطبيق GiveZakat.
فالفقر ربما يكون العنوان الأبرز في حياة اللجوء التي تعيشها شكيبة واللاجئون أمثالها نتيجة استمرار النزاعات والحروب. وهذا العام، ازدادت أحوالهم سوءاً نتيجة جائحة فيروس كورونا وتبعاتها الإقتصادية، خصوصاً في لبنان الذي يرزح أصلاً تحت وطأة أزمات اقتصادية متتالية، ما دفع هذه الأسر إلى المزيد من الفقر والديون. وتقدّر المفوضية أن 90% من اللاجئين في لبنان باتوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
وقد قدّمت المفوضية لأسرة شكيبة في شتاء العام الماضي مساعدة مالية شتوية، إذ قالت: “أنا طلعلي 550 ألف (ليرة لبنانية) مازوت من الأمم، يكثّر خيرهم…أوفيت منهم 300 دين للمحل وللخضرة والباقي جبت فيهم مازوت.”
في قصّة هذه الأسرة الكثير من معاني الصبر والتفاني، حيث تتولّى شكيبة رعاية زوجها بكل ما أوتيت من قوة، وهو الذي أصاب جسده العجز والوهن والتعب، فلم يعد قادراً على الحركة بمفرده. إن التزامها هو مصدر إلهام لنا: “أنا اللي بدير بالي وأنا من بعد الله إلو… يعني مضّيت العمر أنا واياه، وهلق بدّي أتركه؟ ما بتركه. إيه غصباً عنّي بطلعه وبطعميه وبسقيه وبحمّمه وكل شي… أوقات بعصّب، أوقات بعيّط، أوقات ببكي…والحمدللّه. ببكي على هالوضع، ما كنا عايشين هيك قبل…شو بدنا نساوي؟ بدنا نتحمّل.”
إن أغلبية اللاجئين والنازحين من مستحقّي الزكاة، والآلاف مثل شكيبة وزوجها يعتمدون على دعمنا لتأمين مستلزمات العيش.
هذا الشتاء، اختر الإحسان وشارك اللاجئين والنازحين داخلياً نعمة الدفء والأمان.
إليك 5 فوائد لاستخدام تطبيقنا الجديد “GiveZakat” الخاص بصندوق الزكاة للاجئين:
- احسب زكاتك بسهولة وبساطة.
- اختر البلد الذي تريد أن تساعد فيه الأسر اللاجئة أو النازحة.
- خصّص زكاتك لمساعدتهم، ستصلهم كاملة 100%.
- استلم التنبيهات الدورية عن مسار زكاتك إلى حين وصولها إلى المستفيدين.
- تعرّف على الأسر التي تساعدها وأثر زكاتك في حياتهم من خلال القصص التي يتمّ نشرها على المدوّنة.
تابعنا