لم يكن بَدار يعلم بأن حياته وحياة أسرته ستنقلب رأساً على عقب في لحظة، حيث كان يعمل في النجارة والزراعة في ميانمار (بورما سابقاً)، وكان همّه الدائم هو تأمين التعليم لطفليه.
في أغسطس 2017، تصاعدت أعمال العنف والاضطهاد تجاه الروهينغا، الأقلية المسلمة في ميانمار، وأجبِر أكثر من 743,000 شخص على الفرار من ديارهم بحثاً عن الأمان في بنغلاديش المجاورة. وكانت أسرة بَدار من بين الأسر اللاجئة التي قامت برحلات قاسية عبر الجبال والأنهار قبل الوصول إلى مخيمات اللاجئين في كوكس بازار.
“لقد قاموا بأمور فظيعة في ميانمار . كان علينا الفرار سريعاً.. تركنا طبخة الأرزّ على النار ولم نتمكّن حتى من جلب أوراقنا المهمة معنا.” بهذه الكلمات عبّر لنا بَدار عن قصة لجوئه.
المفوضية متواجدة على الأرض منذ اللحظات الأولى للجوئهم، وقد قمنا بتوفير الحماية والمأوى والإغاثة والطعام والدعم النفسي الاجتماعي والرعاية الصحية وغيرها للأسر والأشخاص الأكثر ضعفاً.
تعيش أسرة بدار اليوم في مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش، وهم يمضون شهر رمضان للسنة الخامسة على التوالي بعيداً عن ديارهم، وسط حالةٍ من الفقر والعوز، بعد أن فاقم تفشّي وباء كورونا خلال السنتين الماضيتين من معاناتهم، وباتوا يعتمدون أكثر على دعم المفوضية لتأمين سبل العيش.
وقد ساهمت تبرعات الزكاة التي تلقّتها المفوضية خلال السنوات الماضية عبر صندوق الزكاة للاجئين التابع لها، في توفير مآوٍ أكثر أماناً لهم خصوصاً في فترة الأمطار الموسمية التي تشهد فيضانات وانجرافات في التربة تهدّد حياتهم. كما ساهمت في تأمين الغاز السائل للاستخدام المنزلي واللازم للطبخ، بالإضافة إلى توفير لوازم النظافة الصحية للتصدّي لتفشّي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
قصّة بَدار تمثّل لنا قصّة عزيمة وتضحية رغم لحظات الضعف والقهر التي عاشها منذ لجوئه. وقد أخبرنا متأثّراً حين التقيناه قائلاً: “لا يمكنني أن أتوقّع ما سيحدث لنا… حياتي انتهت تقريباً، وأفكّر فقط بمستقبل أطفالي…”
حين تفكّر في التبرّع بزكاتك في رمضان، تذكّر الأسر اللاجئة من الروهينغا الأكثر ضعفاً، كأسرة بَدار. تبرعك سيؤمّن الحماية للأسر الأكثر احتياجاً، وسيعينهم على العيش بأمان والسعي لبناء مستقبل أفضل لأطفالهم.
في هذه الأيام التي تودّع بها شهر رمضان، يمكنك تخصيص زكاتك عبر تطبيق صندوق الزكاة للاجئين لمساعدة لاجئي الروهينغا الأكثر ضعفاً. زكاتك تصل لمستحقيها كاملة 100% بدون اقتطاع لأية مصاريف إدارية أو تشغيلية (التي تغطيها المفوضية من موارد أخرى مختلفة عن أموال الزكاة). ساهمت تبرعات الزكاة والصدقة التي تلقتها المفوضية عبر صندوق الزكاة للاجئين خلال العام الفائت بما فيها خلال شهر رمضان، في مساعدة أكثر من 1.2 مليون شخص من اللاجئين والنازحين داخلياً وعائلاتهم في أكثر من 13 دولة من بلدان اللجوء والنزوح. #خيرك_يفرق هذا العام أيضاً في حياتهم.
تابعنا