“الزكاة هي حق أؤتمن عليه المزكي تجاه المستحقين له” استوقفتني هذه العبارة جداً عندما قالها معالي الأستاذ الدكتور قطب سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، خلال فعالية إطلاق التقرير السنوي الثالث لمفوضية اللاجئين حول العمل الخيري.
لم أفكر في الزكاة بهذه الطريقة من قبل. أنظر إليها كما ينظر إليها الكثيرون غيري على كونها ركنًا من أركان الإسلام وفرضًا على كل مسلم تتوافر لديه شروط إيتائها، لكن لم تخطر ببالي مسبقاً فكرة كونها “حقًّا مستحقاًّ”، وهو ما استدل عليه الدكتور بالإشارة للآية الكريمة (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا)، موضحاً بلاغة القرآن الكريم في استخدام فعل الأخذ وليس الطلب لأنه حق وليس فضل.
وأضاف معاليه خلال كلمته: “الزكاة تزكية وتطهير للنفس من الشح والحقد، وأراهن على أموال الزكاة، لسد عوز الفقراء والمحتاجين، بما في ذلك اللاجئين والنازحين.”
وفقاً للتقرير السنوي حول العمل الخيري الإسلامي الذي أطلقته المفوضية في 29 مارس 2021، فإن أكثر من 50% من اللاجئين والنازحين داخلياً حول العالم يأتون من بلدان منظمة التعاون الإسلامي، وعليه أنشأت المفوضية “صندوق الزكاة للاجئين” كمنصة مؤتمنة على توزيع أموال الزكاة والصدقة لمساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً من الفئات الأكثر ضعفاً في حقيقة الأمر، ويمثّل اللاجئون والنازحون أكثر الفئات استحقاقاً للزكاة، وهو ما أكد عليه أيضاً معالي الأستاذ الدكتور قطب سانو، مشيراً إلى أنهم “تنطبق عليهم الصفات التي وردت في أغلب مصارف الزكاة.”
في يوليو 2020، انضم مجمع الفقه الإسلامي الدولي مؤسسات الدينية وعلماء الدين الذين يدعمون صندوق الزكاة للاجئين بفتاوى شرعية تجيز صرف الزكاة للاجئين.
في العام الأول بعد إطلاقه رسميًا، ساعد صندوق الزكاة للاجئين أكثر من مليون لاجئ ونازح في ثماني دول. وفي عام 2020م، وصلت مساعدات صندوق الزكاة للاجئين في 2020م إلى 1.6 مليون مستحق في عشرة بلدان، وفرت الصدقات والصدقات الجارية المساعدات الحيوية لنصف مليون مستحق في أحد عشر بلدا. جدير بالذكر أن 100% من موارد الزكاة عبر صندوق الزكاة للاجئين يصل للمستحقين الأكثر احتياجاً.
“تبذل مفوضية اللاجئين جهدًّا مقدرًا لمساعدة اللاجئين والنازحين على الحصول على حقهم في أموال الزكاة،. لذلك لا يدخر المجمع جهداً لدعم مفوضية اللاجئين بكل السبل الممكنة”، وفقاً لمعالي الأستاذ الدكتور قطب سانو.
وأضاف: “نتمنى أن تكون كل المؤسسات العاملة على الزكاة على نفس المستوى من الشفافية والمصداقية الذي تتمتع به مفوضية اللاجئين”، إذ توفر المفوضية للمتبرعين بزكاتهم إمكانية تتبع مسار زكاتهم من خلال التقارير الحية التي يتم تحديثها كل ساعتين على الموقع وتطبيق GiveZakat، بالإضافة للتقارير الدورية المفصلة التي تقوم بنشرها حول العمل الخيري الإسلامي.
اليوم، عندما أفكر في الزكاة، بوصفها حقَّ مستحقًّا يطهٍّر النفس ويدعم الإخاء والتكافل بين البشر، لا أملك سوى التفكير في اللاجئين والنازحين كأحد الفئات المستحقة الأكثر احتياجاً لها.
اختتم تدوينتي بكلمة معالي الأستاذ الدكتور قطب سانو عن مدى حيوية الزكاة للاجئين والنازحين: “اللاجئون يفتقرون للاحتياجات الأساسية مثل المأكل والملبس والمسكن وغيره، وهي احتياجات إنسانية ضرورية، لذا سنظل ندعو أثرياءنا لدعم اللاجئين بزكاتهم وصدقاتهم والتشديد على الأثر الإيجابي الكبير لذلك عليهم وعلى دعم المحتاجين والمجتمع الإسلامي ككل.”
أدعو نفسي وإياكم لتذكر أهمية الزكاة هذا العام وكل عام لمن هُجّروا من ديارهم وخسروا كل شيء.
يمكنكم التبرع بزكاتكم للاجئين والنازحين هنا
تابعنا