مرت السنوات السبع الأخيرة كأنها حياة كاملة بالنسبة الى أم صقر. بعد ان غزت داعش العراق عام 2015، أُجبرت على الفرار من بيتها والعيش في مخيمات النزوح لمدة ثلاث سنوات. تمكنت بعدها من العودة في عام 2018، ولكن الحياة كما عرفتها كانت قد زالت: فقدان زوجها جعل أم صقر المعيل الوحيد لأطفالها الثلاثة: هبة وندى وصقر. تبعها وفاة ابنتها سعدة البالغة من العمر 6 أشهر أثناء النزوح، مما ضاعف الألم والقلق وساهم في زيادة الصعوبات المالية التي كانت تواجهها. تعيش أسرتها اليوم في خيمة صغيرة بجوار منزل حميها المتواضع في الحضر بالعراق، حيث دُمّر منزل العائلة القديم بالكامل. وعندما سئلت عن كيفية نجاتها، قالت: “اعتمدنا على دعم الناس الطيبين. لقد نسينا ما هي الراحة. فقدنا والدهم ولم يكن لدينا مصدر للدخل”.
لا تزال الأسرة تواجه ظروفاً قاسية – خاصة خلال فصل الشتاء، على الرغم من عودتها إلى الحضر. تقول أم صقر: “يؤثر الشتاء فينا بشكل رهيب. أحيانا أذهب إلى أختي. أحيانا، أبقى هنا، وتتسرب مياه الامطار إلى الداخل. كل عام، آمل أن يكون لدي بعض الراحة، لكنني ما زلت في نفس الحالة. ليس لدي راتب، ولا نقود، ولا شيء”.
وكان ذلك حتى بدأت أم صقر في تلقي المساعدات النقدية الشتوية التي تقدمها المفوضية، والتي تقدم إلى الأسر الأشد ضعفا من النازحين داخلياً والعائدين في العراق. تتذكر أم صقر بفرح اللحظة التي تلقت فيها رسالة نصية من المفوضية بشأن المساعدة النقدية: “الليلة كلها ما نمت من الفرحة… وحصلت على 140,000 دينار عراقي (100$). لم أستطع تصديق ذلك… لقد غطى هذا المبلغ حاجاتنا لمدة 3-4 أشهر. وشعرت بالراحة ولم أعد بحاجة إلى طلب أي شيء من أي شخص”. بفضل هذه المساعدة الحيوية، تمكنت أم صقر من سداد العديد من ديونها وتوفير بعض الطعام الكريم لأطفالها إلى جانب العديد من الاحتياجات الأخرى. “لو لم نحصل على المساعدة، لكنا متنا من الجوع”.
وبينما تحاول أم صقر تدبر أمورها المعيشية وعلى الرغم من الظروف القاسية التي واجهتها، تشعر بالامتنان وتجد الطمأنينة في حضورها مع أطفالها: “من دونهم، ما كنت لأتمكن من تحمل المصاعب. وهم يزودون لي التعزية إلى ان يحل كل شيء… وأصلي ان يمنحنا الله بعض الراحة وأن يعود أبوهم. هذا كل ما أصلي من أجله”.
وإلى أن تستجاب دعواتها، ستبقى عائلة أم صقر والملايين من النازحين داخلياً في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر، في حاجة ماسة إلى المساعدات النقدية الشتوية التي تقدمها المفوضية لتلبية احتياجاتهم الإضافية. سيكون من الصعب توفير هذه المساعدات إلا بسخاء الداعمين. وبالتالي فقد تود أن تخصص جزءاً من زكاتك قبل بداية الشتاء القارس لمساعدة اللاجئين والأسر النازحة داخلياً الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأسر الأرامل والأيتام كعائلة أم صقر.
تابعنا