زيارة تشاد: “كل الإحتياجات هناك عاجلة”

هذا المقال بقلم محمد المهدي زيداني، مسؤول العمل الخيري الإسلامي في مفوضية اللاجئين.

في أبريل ، كان لي شرف المشاركة في زيارة ميدانية إلى  تشاد. كان هدفنا هو أن نشهد بشكل مباشر الاحتياجات العاجلة وحشد المزيد من الدعم للوضع الذي  لم يتلقى الاهتمام الكافي للأسف. قمنا بزيارة تجمعات عشوائية للاجئين والعديد من المخيمات في المنطقة الشرقية.

ونظراً لموقع تشاد المركزي بالقرب من البلدان التي تعاني من أزمات النزوح، أصبحت ملجأً للكثير من اللاجئين من الاضطهاد والحرب. تحتضن تشاد حالياً أكثر من 1.3 مليون لاجئ من نيجيريا والكاميرون وأفريقيا الوسطى والسودان  وربما يتضح حجم الأزمة خاصة بالمشهد اليومي والمستمر لتدفق اللاجئين السودانيين عبر الحدود الشرقية لتشاد..  لقد تفاجئت عند رؤية الحدود بين السودان وتشاد مفتوحة بالكامل؛ ويستطيع الناس العبور بحرية، وهو دليل على كرم تشاد المذهل على الرغم من أنها تواجه تحديات داخلية كبيرة جدًّا. حيث تحتل تشاد المرتبة 189 من أصل 192 دولة في مؤشر التنمية البشرية، وأوضاعها الداخلية صعبة جداُ، ومع ذلك يظل شعبها وحكومتها ملتزمين بحماية من يعتبرونهم إخوة وأخوات لهم، كما يرددون: “كلنا شعب واحد”

عندما استفسرنا عن الاحتياجات الأساسية للاجئين السودانيين، كانت الاستجابة الساحقة من اللاجئين والمسؤولين الحكوميين والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية هي أن هناك حاجة إلى كل شيء: الغذاء والمأوى والمياه والنظافة والتعليم، والضرورة الملحة لنقل اللاجئين السودانيين من من مناطق تجمعات عشوائية إلى مخيمات رسمية ومجهزة قبل بدء موسم الأمطار،  الذي يجعل حركتهم شبه مستحيلة.

كما أشارت والحكومة التشادية والمنظمات غير الحكومية إلى أنه بينما فر اللاجئون السودانيون في البداية بسبب الاضطهاد، إلا أنهم يهربون الآن مجدداً ولكن من المجاعة. ورغم هذه الصعوبات، فإن العديد من اللاجئين السودانيين، بما في ذلك أولئك الذين حصلوا على تعليم عالٍ، يبذلون قصارى جهدهم لدعم بعضهم البعض داخل المخيمات.فالكثير منهم يحاولون مساعدة شبابهم على مواصلة التعليم على أمل أن يتمكنوا في يوم من الأيام من العودة إلى ديارهم والمساهمة في تطوير بلدهم.

في نهاية رحلتنا إلى تشاد، راودتني العديد من المشاعر والأسئلة، ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً كان كيف بإمكاني، كشخص واحد، إحداث تغيير عن بعد في أزمة من هذا الحجم الهائل. قد يصعب على المرء تصور الوجوه التي تمثل الأرقام والإحصائيات الهائلة التي نتطلع عليها. ولكن في الحقيقة، هذه الزيارة رسخت لدي إيماناً عميقاً بأن وراء كل شخص قصة صمود وأمل وشجاعة في وجه تحديات اللجوء.

قد يتساءل كل منا ما الذي سيقدمه التبرع الذي أقوم به في ظل تزايد وتضخم الأزمة، ولكن في الحقيقية ومن خلال الكرم الجماعي والرحمة، لدينا القدرة على إحداث تغيير ملموس في حياة اللاجئين السودانيين في تشاد، مما يوفر لهم الأمل والأمن في ظروف قاسية. الزكاة الخاصة بك يمكن أن توفر الدعم الكافي. تبرع الآن لإحداث تأثير.

مسؤول العمل الخيري الإسلامي في مفوضية اللاجئين

‎مؤخرة الموقع