بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الأزمة السورية، لا يزال اللاجئون السوريون في لبنان يعيشون في ظروف صعبة للغاية. بحسب دراسة مشتركة بين المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي و يونيسف، فإن 90٪ من العائلات السورية اللاجئة تعيش تحت خط الفقر المدقع، وعلى أقل من نصف الأجر الأدنى اللبناني. ويعود السبب في عدم وجود فرص عمل إلى التراجع الاجتماعي والاقتصادي والمالي الناتج عن أزمة الوقود وانفجار مرفأ بيروت وجائحة فيروس كورونا، وكلها تؤثر بشكل سلبي جدًّا على الأسر اللاجئة. تشهد فاطمة، أمّ سورية لاجئة: “بعد الأزمة (في لبنان) تغيّر كل شيء. ما عاد فينا نقدر نجيب شي، ما عاد فينا ناكل، انهار الوضع بالمرّة”. وعلاوة على ذلك، ووفقاً لدراسة المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي ويونيسف، فإن غالبية اللاجئين السوريين الذين يشاركون فاطمة في محنتها يلجؤون إلي آليات تكيف سلبية كالتسول، واقتراض الأموال، وتخفيض عدد الوجبات، وإخراج الأطفال من المدارس، ودفعهم إلى العمل، و تخفيض النفقات الصحية، وعدم دفع الإيجار.
ومع ذلك، بعد تلقي المساعدة النقدية الشتوية من المفوضية، تتمكن فاطمة من تجنب مثل هذه الآليات: “اجتنا (المساعدة النقدية الشتوية) قدرنا شوي تساعدنا هاي المساعدة، بس الوضع ما زال يسوء اكثر. شهر منسدّ من (مبلغ المساعدة) أجار البيت، وشهر لأجل ونقول له (مالك البيت) للشهر التاني منجيب فيها أكل. لو كانت المساعدة ما بتجي، كنا راح نشحد بالشارع”. بالإضافة إلى توفير الأغطية العازلة للوقاية من الأمطار وتوزيع مواد الإغاثة الأساسية في فصل الشتاء، تهدف المساعدة النقدية إلى مساعدة الأسر اللاجئة مثل عائلة فاطمة للحصول على الوقود والملابس الشتوية والموقدات، مما يجعلها عنصراً أساسياً في برامج المفوضية لفصل الشتاء.
ومع ذلك، فإن إرتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 3،900٪ منذ اكتوبر2019 يضع ضغوطاً هائلة على اللاجئين مثل فاطمة، ويستمر ذلك في غياب خطة إقتصادية ومالية شاملة في لبنان. تقول فاطمة: “هذا الوجع اللي جواتي (بداخلي) اللي فاتلني يعني، انه اولادي ضاعوا…”. ولهذا السبب تبرعك بالزكاة والصدقات هام للغاية، فقد يشكل دعماً أساسياً للأسر التي تحاول النجاة من موسم شتوي قاسي آخر.
تابعنا