من العقبات الكبرى التي يواجهها اللاجئون والنازحون داخليًا مقارنة مع باقي الناس هي في مجال التعليم، حيث 6٪ فقط من اللاجئين والنازحين داخلياً منخرطون في التعليم العالي، مقارنةً ب 40٪ من باقي الناس. عندما نزيد على ذلك والتفاوتات المماثلة في التعليم الابتدائي والثانوي، نرى أن من أثرها حرمان اللاجئين والنازحين داخليًا من المهارات المهنية التي من شأنها أن تساعدهم على تحقيق الاستقلال المالي وإخراج عائلاتهم من الفقر وتمكينهم من المساهمة في تطوير مجتمعاتهم. استجابة لذلك، تعمل المفوضية بجهد لتنفيذ برنامجها “طموحنا عالي”، الذي تقوم من خلاله بتقديم المنح الدراسية للاجئين، وذلك للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في البلدان المضيفة.
بما أن اللاجئين يندرجون تحت فئة الغارمون – وهي واحدة من الأصناف الثمانية المستحقة للزكاة التي نص عليها القرآن الكريم – يعتبر هذا البرنامج مستحقا للزكاة، ذلك لأن تغطية الرسوم الدراسية بالنيابة عن الطلاب اللاجئين يمكن أن تعتبر مساوية لسداد ديونهم أو فواتيرهم المتأخرة (وفقا لفتوى المجلس الفقهي الكندي). وعلى هذا النحو، تقوم المفوضية بتوجيه جزء من أموال الزكاة التي تتلقاها من خلال صندوق الزكاة للاجئين لتسهيل انخراط اللاجئين في التعليم العالي في عدد من البلدان.
في جيبوتي مثلاً والتي تستضيف ما يقارب من 34990 لاجئًا وطالب لجوء، وزّعت المفوضية منحًا دراسية على 40 طالبًا لاجئًا. كما تعاونت المفوضية في كينيا مع المجلس الأعلى لمسلمي كينيا (SUPKEM) خلال شهر رمضان المبارك لجمع الأموال لدعم التعليم الابتدائي للاجئين. أدت هذه الشراكة إلى حصول أكثر من 40 ألف مستفيد على المساعدات الدراسية والنقدية التي مكنت أيضاً الوالدين من تغطية التكاليف المباشرة كالرسوم المدرسية والأزياء المدرسية وتكاليف المواصلات، وهي حواجز تؤدي غالباً إلى إبقاء الأطفال اللاجئين خارج المدرسة.
تتوافق برامج المفوضية في تعليم اللاجئين والنازحين داخليًا في جميع أنحاء العالم مع الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة وهو التعليم الجيد، والذي يسعى إلى ضمان إكمال جميع الفتيات والفتيان تعليمًا ابتدائيًا وثانويًا مجانيًا ومنصفًا وعالي الجودة بحلول عام 2030.
تابعنا