لطالما حمل شهر رمضان معه أوقاتاً طيبة للملايين حول العالم، حيث تجتمع الأسر ويلتقي الأصدقاء، ويكثر فيه الإحسان والتكافل مع المحتاجين، وينتظر الجميع، كباراً وصغاراً، حلول العيد. وقد كان هذا حال عائشة منذ طفولتها وبعد زواجها، إلا أن عيد الفطر منذ نحو سنتين حمل لها ولأطفالها خبراً غيّر حياتهم رأساً على عقب.
تروي لنا هذه الأم اليمنية النازحة قصتها وتشاركنا همومها، وتتذكر ذلك اليوم قائلة: “أٌصيب زوجي يوم أول عيد في الصباح… كنا ننتظر إنه يجي… الكلّ حزن… لا بقي عيد ولا يوم فرح ولا شيء…”
فرّت عائشة وأسرتها من ديارهم في الحديدة منذ أربع سنوات نتيجة تصاعد الصراع، وبعد وفاة زوجها، باتت هي المعيلة الوحيدة لأطفالها الثلاثة. وما عائشة إلا واحدة من آلاف الأسر النازحة الأكثر ضعفاً التي تواجه خطر الجوع، وتعتمد على دعم المفوضية لتأمين سبل العيش. يشكل برنامج المساعدات النقدية أهم أشكال الدعم الذي تقدمه المفوضية في اليمن، والذين يخصص من خلاله آلاف المتبرعين زكاتهم كل عام لصالح العائلات الأكثر عوزاً في اليمن.
وعن أحوالها الآن في رمضان، تقول عائشة “ينقصنا الراشان (الطعام) ومقاضي رمضان… يعني حسب اليوم اللي نقدر نسوّي أكل، ولو ما فيش… حتى لو لقينا تمرة وقهوة، الحمدلله.”
بعد أكثر من 7 سنوات على اندلاع الحرب في اليمن، تمزّقت حياة الملايين وهُجّرت مئات آلاف الأسر، وبات أكثر من 66% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وقد فاقم تفشي جائحة فيروس كورونا في السنتين الماضيتين معاناة الكثير من الأسر، إذ تسارع التدهور الاقتصادي الذي دفعها إلى حافة المجاعة، لا سيما الأسر النازحة كأسرة عائشة، والتي باتت أكثر عرضة للجوع بنسبة أربعة أضعاف عن بقية السكان.
“زمان كان اذا في 1,000 أو2,000 ريال يمني بالكثير تقدري تتفطرين وتتعشين انت وعيالك لكن الآن 10,000 ما تشبعكش…” بهذه الكلمات لخّصت لنا عائشة صعوبة الواقع والظروف المعيشية لليمنيين، الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويضطرون في كثير من الأحيان لتقنين وجباتهم.
حين تفكّر في التبرّع بزكاتك في رمضان، ندعوك لتذكّر عائشة وأسرتها، وغيرها من النازحين الأكثر ضعفاً وعوزاً في اليمن. زكاتك ستؤمّن لهم المساعدات النقدية التي تعينهم على شراء الطعام واحتياجاتهم الأساسية الأخرى.
فيما تبقى من الشهر الفضيل، يمكنك تخصيص زكاتك عبر تطبيق صندوق الزكاة للاجئين لمساعدة الأسر النازحة في اليمن. زكاتك تصل لمستحقيها كاملة 100% دون اقتطاع لأية مصاريف إدارية أو تشغيلية، والتي تغطيها المفوضية من موارد أخرى مختلفة عن أموال الزكاة.
ساهمت تبرعات الزكاة والصدقة التي تلقتها المفوضية عبر صندوق الزكاة للاجئين خلال العام الفائت بما فيها خلال شهر رمضان، في مساعدة أكثر من 1.2 مليون شخص من اللاجئين والنازحين داخلياً وعائلاتهم في أكثر من 13 دولة من بلدان اللجوء والنزوح، بما فيها اليمن. #خيرك_يفرق هذا العام أيضاً في حياتهم
تابعنا