“هون درجات الحرارة كتير بتخوف [خلال فصل الشتاء]”، يقول حسن، أب لاجئ سوري في لبنان أجبر على الفرار من بلده خلال الأزمة السورية، وهو واحد من 339،473 لاجئ سوري مقيمون حالياً في وادي البقاع، الذي شهد هذا العام أسوأ عاصفة ثلجية منذ عقود ويعرف بفصول الشتاء القاسية. واستعداداً لذلك، أمضى حسن أيامه في العمل في الحقول لإعالة أسرته لكن بنتائج قليلة: “الوضع هون بلبنان، السنة هاي، من سيئ لأسوأ. يعني إن كان على اللبناني أو السوري نفس الشيء. عيشتنا صارت صعبة.”
أدت الأزمات الاقتصادية الأخيرة في لبنان إلى انعدام الأمن الغذائي، ونقص الوقود، ونقص المساعدات الإنسانية، وانخفاض قيمة العملة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والاحتياجات الأساسية الأخرى. وهذا محسوس بشدة خلال فصل الشتاء، عندما تواجه الملاجئ المؤقتة الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج. وعليه، أصبحت آلاف الأسر اللاجئة مثل عائلة حسن، تعتمد على المساعدات الشتوية التي تقدمها المفوضية، وهذه المساعدات لها تأثير كبير: “يعني أنا صحيح عم بشتغل، بس هالشغل ما بكفيني اني أمن مستقبل أولادي وأمّن إيجار الخيمة ومصروف الحياة اليومي. يعني عم بشتغل والأمم (المساعدة المالية من المفوضية) حتى إحسن أعيش”. وعندما سئل عن التفاصيل، قال حسن إن ذلك يمكّنه من تحمّل تكاليف الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والرعاية الطبية في حال مرض أحد أطفاله.
سواء في لبنان أو سوريا أو الأردن أو العراق أو مصر، فإن محنة حسن يمر بها 3.4 مليون لاجئ ونازح ممن هم بأمس الحاجة إلى المساعدات الشتوية الأساسية. واستجابةً لذلك، تقوم المفوضية بتنفيذ عدد من البرامج لتأمين المساعدات الشتوية، جيث تقدم المساعدات النقدية الشتوية التي تسمح للمستفيدين شراء أجهزة التدفئة والوقود والملابس الشتوية، كما تنفذ برامج أخرى متعلقة بتدعيم المآوي وتوفير مواد الإغاثة الشتوية. ولأموال الزكاة والصدقات من داعمينا من الأفراد والمؤسسات دورعظيم في تنفيذ وتطوير هذه البرامج، التي تسعى إلى سد احتياجات حسن وعائلته: “بحط راسي على المخدَّة وبدعي لربي إنو بكرا يكون أحسن من قبله”.
تابعنا